الاثنين، 3 سبتمبر 2007

صحة الرئيس ما بين النفي والتلميح


قالت جريدة القدس العربي ان الرئيس حسني مبارك ألغى زيارة كانت مقررة الاحد لمحافظة سوهاج لافتتاح بعض المشروعات.
وبرر مسؤولون ذلك حسب ما نقلت وكالة رويترز بأن المشروعات لم تكتمل بعد، الا ان مراقبين اعتبروا ان ذلك قد يدعم الشائعات حول معاناته من وعكة صحية.
وكانت السيدة سوزان مبارك قد أكد يوم الأحد ان الرئيس صحته "زي الفل".
ومبارك هو اكثر حكام مصر بقاء في السلطة منذ محمد علي باشا في القرن التاسع عشر ويقضي حاليا فترة رئاسته السادسة.
ويعتقد الكثير من المصريين ان الرئيس سيخلفه نجله جمال البالغ من العمر 44 عاما.لكن عائلة مبارك نفت في عدة مرات اي خطط للتوريث واثارت صحف المعارضة والصحف المستقلة علي مدي الاسبوع المنصرم تكهنات عن مرض الرئيس بعد ان تخلف عن بعض لقاءاته المعتادة بما فيها لقاء مع طلاب الجامعة.
وظهر مبارك علانية علي شاشات التلفزيون الاسبوع الماضي وهو يفتتح مشروعا في برج العرب لكن ذلك لم يبدد الشكوك.
ولكن تصريحات السيدة سوزان مبارك اثارت جدلا جديدا حول اسباب عدم ادلاء الرئيس بحديث تلفزيوني يظهر فيه بنفسه ليتحدث الي الناس نافيا اشاعة مرضه.
ومن المقرر ان يستقبل مبارك الثلااء العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وهو ما اكده الرئيس في حديثه الى جريدة الاهرام قبل عدة ايام.
وكان مبارك دعا المصريين لتجاهل الشائعات حول صحته، وشدد علي انه يواصل العمل بشكل طبيعي، ولكن هذا لم يوقف الشائعات في ما يبدو.
واتهمت صحيفة حكومية يوم الاحد السفير الامريكي فرانك ريتشاردوني بانه مصدر الشائعة الاصلي، اذ انه اعلن في لقاء مع صحافيين امريكيين في بداية شهر اغسطس الماضي انه لاحظ ان الرئيس لم يكن بحالة صحية جيدة عندما التقاه، كما اتهمت مصادر مطلعة جهات مختلفة بالمسئولية عن إطلاق تلك الشائعة منها جماعة الإخوان المسلمين ووسائل إعلام عربية وحركة حماس وأخيرا بعض المتعاملين الكبار في البورصة المصرية

الأحد، 2 سبتمبر 2007

هدف عالمي للاعب عالمي

رسالة للمحايد

لحظات في حياتي

(१)
موعد مع الحياة

دق جرس الشقة وكنت قد بدأت أغفو فقمت متكاسلا لأرى من جاء ، نظرت من العين السحرية فإذا به صديقي الشحات الذي لم أره منذ فترة فتحت وانا فرحا بقدومه ورحبت به ودخلنا سويا ، جلسنا نسترجع ذكرياتنا الجميلة خاصة قبل شهور حيث كنا في الفرقة الرابعة بكلية التجارة وأخذنا نتذكر كل المواقف التي مررنا بها ونتذكر كل اصدقائنا وكيف كنا نقضي أخر عام دراسي لنا وكيف كنا نريده يطول ليكون عشر سنوات وكيف حلمنا بمستقبلنا ثم تذكرنا كيف ذهب كل واحد منا إلى جهة بعد ان انتهينا من الدراسة فذهب سعيد إلى سيوة ليعمل بأحد الفنادق وايهاب إلى مدينة 6 أكتوبر ليبحث عن عمل بألاف المصانع هناك والشحات الذي قرر ان ينتظر فرصة عمل في بيته أما انا فجئت إلى العجمي لأعمل بها كما كنت أعمل طيلة فترة الاجازة الصيفية كل عام ، قام الشحات ليغسل بعض الفاكهة التي أحضرها معه وكأنه في زيارة رسمية ، حكى لي الشحات عن أيامه المملة وكيف كان يقضيها ثم حكى ايضا عن بعض المغامرات العاطفية التي يكون سعيدا جدا وهو يحكيها ثم طلب مني أن أنزل معه البحر فهو جاء العجمي ليأخذني ونقضي وقتا جميلا على الشاطي وفي المياه ، أعلنت رفضي التام فأنا لا أجيد العوم على الإطلاق وأيضا هناك ميثاقا غليظا بيني وبين والدتي أنني لن أنزل البحر فهي تخاف علينا كثيرا خاصة كل صيف وهي تسمع عن حوادث الغرق الكثيرة .
لم يستسلم الشحات واستخدم اسلوبا اخر وقال انه لم يكن يتصور ان ارفض له طلبه وهو جاء لي خصيصا لنسترجع ذكرياتنا خاصة وأنه يعاني نفسيا ويريد ان يخرج من تلك الحالة النفسية ، نجح الشحات بهذا أن يجعلني أغير رأيي من قبيل إكرام الضيف فقمت لأتصل بأمي لأخبرها معتذرا اني سوف أنقض عهدي معها اليوم وسأنزل مع صديقي ووعدتها أن أخذ حذري تماما واقسمت لها أن اعود سالما ، وافقت أمي ولكني شعرت من صوتها القلق الشديد .
أعشق البحر وأعشق صوت مياهه أعشق الجلوس امامه والنظر أليه والتفكير أعشق تلك الحالة ، أما نزول البحر والسباحة به والتمتع بالأمواج لم أكن مولعا به . كان اليوم الجمعة وكان ككل جمعة زحمة جدا على الشاطيء كنت دوما أراها من بعيد لكنني اليوم جزء منها ، قبل نزولنا للبحر تلوت على الشحات الوصاية العشر وحددت له حدود ابحارنا بأن يكون الماء بمنتصف بطني ولا نزيد سنتميتر عن هذا وبشرط ايضا أن يكون الكثير من الناس بالمنطقة التي نعوم بها وهو يسمع مني ليريحني فقط ثم استفاض بأنه لا داعي للخوف فهو بطل للسباحة ويستطيع أن ينفذ من يغرق في قبرص إذا رأه من هنا وأنه كان ينافس عبد اللطيف ابو هيف في لقب سباح القرن ولولا الواسطة والحظ ما كان هذا اللقب يذهب إبدا إلى ابو هيف .
كم كان البحر مسليا خاصة وسط هذه الالوف المؤلفة من البشر التي قصدت هذا الشاطيء لتستمتع بوقتها ، قضينا وقتا جميلا وكنت ملتزما تماما بإشتراطات السلامة التي وضعتها حتى ارجع سليما لبيتي وكان الشحات كل فترة تغريه المياه لأن يبعد قليلا ويسبح ثم يرجع لي لنكمل تسكعنا ما بين المياه والمشي على الكورنيش .
على هذا الحال قضينا وقتا طويلا ثم خرجنا لنتمشى على الكورنيش لنرى ألوف البشر مختلفين في كل شيء إلا المقصد وهو البحر تمشينا كثيرا لنجد مجموعة من الاسر جاءوا معا واحضروا معهم دي جي فوقنا لنرى الفتيات ترقص على نغمات الدي جي ثم لا أدرى ماذا حدث لي فجأة فطلبت من صديقي ان ننزل المياه مرة اخرى فتلك المنطقة تبدو المياه فيها اصفى واجمل ونزلنا وقد نسيت أهم اشترطات السلامة وهي وجود عدد كثير من الناس فهنا المنطقة كانت شبه خالية ، لا أدري ماذا حل بي فشعرت وكأني احببت البحر جدا واريد ان انزل فيه اكثر فنزلت متهورا اكثر واكثر ووصل الماء إلى رقبتي وكان شعورا جميلا ان يغمرني المياه هكذا وكانت نشوة أخرجني منها صوت الشحات وهي يدعوني للخروج من هذه المنطقة فهي كما يقول ليست أمان كما يبدو قلت له نمشي كمان خطوة فأنا لا أعوم انا امشي بقدمي ولم اكمل كلامي واخذت تلك الخطوة ولكنني لم أجد شيئا تحت قدمي فغمر المياه رأسي بالكامل الى ان وطأت قدماي الارض فرفعت نفسي بكل قوتي لأراني بلا أي إرادة اصرخ وأعود اهبط تحت المياه لأضرب قدمي هذه المرة بكل قوة لأعلو على المياه لأرانا قد بعدت تماما وابحث عن الشحات لا أراه فإذا بأحد الشباب محترفي العوم قريب مني فناديته فمسك بيدي ليخرجني فإذا به يشعر بي أسحبه الى الداخل فتملص من يدي سريعا وهرب الى الشاطيء لأنزل مجددا تحت المياه وأعاود الكره ارفع نفسي بشده لأراني ايضا استمر في الابتعاد وارى الناس قد تجمعت معا على بعد اكثر من خمسون مترا مني يقذفون لي عوامات ولكنها تسقط امامي ولا استطيع ان اصل لها وتأتي الامواج لتضربني من الخلف لاسقط في المياه باحثا عن الارض اتخدها قاعدة لأدفع بنفسي مرة اخرى لأتنفس وانا احاول المحافظة عن هدوئي إلى ان هدأت الاصوات وبدأت اسمع فقط صوت عقلي إلى أين انا ذاهب أهو موعدي مع الموت ، هل سأترك تلك الحياة لأذهب إلى المجهول ، انا لم استعد للموت ، أنا لم اشبع من الحياة ، ماذا عن احلامي وطموحاتي التي لم أبدأ بتحقيقها بعد ، ماذا عن أخرتي ، تذكرت انه من يموت غريقا يدخل الجنة فيهون عليا الأمر ولكنني سريعا اتذكر اني منذ لحظات كنت اشاهد الفتيات ترقصن على نغمات الدي جي فاتشبث أكثر وأكثر بالحياة فأنا قد لا أدخل الجنة ، تتقاذفني الامواد واتذكر امي التي وعدتها اني سأعود اليها سليما ماذا ستفعل أتذكر أبي واخوتي وأتذكر اصدقائي ، لحظتها تذكرت الشحات ، اين ذهب لماذا لم ينقذني ، كل لحظة تمر ابعد بها عن الحياة واقترب اكثر للموت ، إلى أن رأيتهم ، انهم اثنان من الغطاسين يأتون سباحة وبسرعة وصلوا ألى فمسكت بوسط احدهم وكأنه الحياة ، مسكت به وغبت عن الوعي لم أفق إلا وانا ملقى على الرمال مذهولا ، غير مصدق اني عدت إلى الحياة ، وأجد الشحات بجانبي يشكر الغطاسين نظرت له نظرة فهم معناها وقال لي انه غرق هو الاخر لكنه كان اقرب الى الناس الذي شدوه من شعره فخرج مسرعا ليستنجد بالغطاسين ، أومأت براسي له لياخذني بعيد عن الشاطيء ، ليأخذني الى الحياة ، إلى الدنيا ، فأنا عدت إليها لأنجز اشياءا لم انجزها بعد .